سيرة المهندسة المعمارية “زها حديد”

سيرة المهندسة المعمارية “زها حديد”

حياتها المبكرة

ولدت زها محمد حديد في 31 أكتوبر 1950م ببغداد ودرست هناك حتى وصلت للمرحلة الجامعية ، وقد أكملت دراستها الجامعية في الأمريكية ببيروت وحصلت على درجة البكالوريوس في الرياضيات عام 1972م ، ثم سافرت إلى لندن لاستكمال دراستها في جمعية الهندسة المعمارية ، والتي كانت مركز رئيسي للفكر المعماري التقدمي خلال السبعينيات ، وهناك التقت بالمهندسين  إيليا زنجيليس وريم كولهاس وقد تعاونا معها كشريكة في مكتب متروبوليتان للعمارة ، ثم قامت بتأسيس شركتها الخاصة في لندن في عام 1979م تحت اسم “زها حديد للهندسة المعمارية ZHA” .

استطاعت زها حديد أن تحقق شهرة دولية عام 1983م من خلال اشتراكها في المنافسة على تصميم مركز The Peak ، وهو مركز ترفيهي في هونج كونج ، وكان التصميم عبارة عن ناطحة سحاب أفقية تتحرك بشكل ديناميكي في اتجاه قطري ، وقد استطاعت حديد أن تضع طابعها الجمالي المميز في هذا التصميم والذي يتميز بإحساس التفتت وعدم الاستقرار والحركة .

وقد قادتاها تصميماتها للانتساب لمجموعة من المعماريين المعروفين باسم deconstructivists وهو التصنيف الذي انتشر واشتهر عالميًا بعد إقامة المعرض التاريخي الذي أقيم في متحف الفن الحديث بنيويورك عام 1988م تحت اسم Deconstructivist Architecture ” .

وبالرغم من ثورية  تصميم حديد لمركز THE PEAK إلا أنه لم يتم تنفيذه على أرض الواقع ولا معظم تصميماتها الراديكالية الأخرى التي صممتها في أواخر الثمانينيات وأوائل السبعينيات ، لذلك لقبت حديد ” بمهندسة الورق ” ، وهذا يعني أن تصاميمها كانت في منتهى الطموح والثورية بحيث يصعب نقها ن مرحلة الرسم إلى مرحلة التنفيذ الواقعي ، وقد زاد هذا الانطباع عن حديد عندما تم عرض كثير من تصاميمها الجميلة في شكل لوحات ملونة ومفصلة بشكل رائع في العديد من الكبرى .

أول مشروع يتم بناؤه

كان أول مشروع يتم تنفيذه لحديد هو محطة إطفاء فيترا بفايل إم راين بين عامي 1989 و1993م ، ويتألف هيكل المبنى من سلسلة من الطائرات ذات الزوايا وهو يشبه في النهاية طائر أثناء الطيران ، كما تضمنت مشاريعها الأخرى تصميم مشروع إسكان IBA Housing  في برلين عام 1989-1993م ، وتصميم معرض مايند زوون في جرينيتش بلندن (1997-1999م) ، ومن خلال تلك التصاميم ظهر اهتمام حديد بخلق مساحات مترابطة من الفن المعماري بحيث يبدو كمنحوتة من الهندسة المعمارية وليس مجرد مبان خرسانية .

وقد استطاعت حديد بتصميمها لمركز لويس ريتشارد روزنتال الجديد للفن المعاصر في أوهايو والذي تم افتتاحه عام 2003م أن تغير الشكل العام لتصاميم المتاحف بحيث تتحول من مجرد مساحة غير جذابة إلى مبنى بواجهة زجاجية شفافة تدعو المارة للنظر إلى داخل المتحف ، وهذا المتحف هو أول متحف أمريكي من تصميم امرأة وهو عبارة عن سلسلة رأسية من المكعبات والفراغات ، وقد صرحت حديد أنها تأمل أن يخلق هذا المتحف “بساط حضاري” للترحيب بزوار المتحف .

وفي عام 2010 فازت حديد بجائزة ستيرلنج البريطانية للمعهد البريطاني عن تصميمها الجريء لمتحف ماكسي للفن المعماري المعاصر في روما ، كما فازت بنفس الجائزة في العام التالي عن تصميمها لأكاديمية إيفلين جريس بلندن .

كما حصلت على جائزة التصميم العام من متحف لندن للتصميم عام ، وذلك بفضل تصميمها لمركز حيدر علييف في باكو بأذذربيجان عام 2014م وكانت أول سيدة تفوز بتلك الجائزة .

كانت إنجازات حديد في مجال الهندسة المعمارية غير مسبوقة في مجال يسيطر عليه الرجال بشكل شبه كامل ، ومع ذلك فإنها قد تعرضت للكثير من الجدل ، وهذا لم يكن يحدث مع الرجال وكثيرًا ما كان يتم تقليص تصميماتها أو تتعرض للسخرية في بعض الأحيان .

ومع ذلك فبجانب فوزها بجائزة ستيرلنج ، فازت حديد بجائزة بريتزكر وأيضًا بجائزة برايميوم إمبيري من جمعية الفن الياباني للعمارة .

وفاتها

توفت زها حديد بشكل مفاجئ عام 2016 بعد أن أصيبت بنوبة قلبية أثناء علاجها من التهاب الشعب الهوائية ، وتركت ورائها 36 مشروع غير مكتمل ، وتولى شريكها في العمل باتريك شوماخر قيادة شركتها .

Share with us